تنضيم الوقت سر الانجاز وراحت البال

من طرف $*~.المشاكس.~*$ الجمعة فبراير 26, 2010 3:23 pm

تنظيم الوقت سر الإنجاز وراحة البال

عبدالله الجعيثن

فإن حكم الأعمال الكثيرة حُكءمُ العمل الواحد، لأن الإنسان لن ينجز في وقت واحد إلا عملاً واحداً، وبالتالي فإن تنظيم الوقت بدقة وجد ينجز الأعمال الكثيرة بسهولة وبدون قلق أو ارتباك، وفي نفس الوقت ينظم فترات الراحة ومكافأة النفس وحق الأهل والولد والمجتمع..

أما الارتباك في مواجهة العمل الكثير، وعدم تنظيمه بدقة، وعدم الفصل بينه وبين أوقات الراحة والاستجمام، فإنه ينهك قوى الإنسان، ينهكه نفسياً قبل أن ينهكه جسدياً، وبالتالي يصاب بالارتباك والإحباط ويفقد حرارة الإنجاز وراحة البال معاً..

ولعل أهم الأمور في تنظيم الوقت لمواجهة كثرة الأعمال والارتباطات والمسؤوليات في هذا العصر هي:

1- تحديد وقت العمل بما يعلم الإنسان - من خلال تجاربه - أنه قادر على العمل فيه بشرط ألاَّ يجور على نفسه وعلى راحته وعلى أسرته..

2- تنظيم الأعمال المطلوبة قبل البدء بها، ثم ترتيبها الأهم فالمهم فإن هذا من حسن الإدارة وفيه تعجيل للأمور الهامة وإعطائها الأولوية وتفريغ ذروة النشاط لها..

3- إذا كان الإنسان من رجال الأعمال الذين لديهم أعمال كثيرة متشابكة فينبغي عليه أن يختار رجالاً أكفاء يوزع عليهم الأعمال والمسؤوليات ويحدد لهم الوقت ويحاسبهم على النتائج، إن الاعتماد على الآخرين في كثير من الأعمال أمرٌ ضروري لإنجاز الأعمال في وقتها، ولراحة بال صاحب العمل ونجاحه، ولصحته واستمراره، فإن الذي يعتمد على نفسه في كل الأمور ولا يثق بأحد تلتهم الأعمال راحة باله، وراحة جسده ونفسه، وتقضي على صحته، وتجلب شقاء وسخط أسرته..

بل إن رجال الأعمال الذين لديهم أعمال كثيرة هامة ودقيقة إذا لم يستعينوا برجال ثقات أكفاء وأصروا - إمَّا جهلاً أو بخلاً - على إنجاز كل الأمور بأنفسهم فإنهم يحفرون قبورهم بأيديهم وهم لا يشعرون.

ومع تنظيم العمل فإن التدقيق في المحافظة على الوقت هو روح العمل وسر النجاح مع (التمييز الإنساني) بأن يجعل الرجل لأسرته وقتاً من أطيب أوقاته نفسه فيه منفتحة وجسده مرتاح، وهذا من تنظيم الوقت والعمل بشكل شامل، فالحياة ليست كلها عملاً ولا مالاً.. والهدف أصلاً من العمل ومن المال هو سعادة الإنسان فإذا فقد سعادته فقد ذهب كل ما عمله هباءً منثوراً..

إذن فإن الوقت الذي تستمتع فيه بعد العمل ليس وقتاً ضائعاً على الإطلاق. وإن الوقت الذي تقضيه في المرح مع أطفالك وملاعبتهم ومن أجمل الأوقات وأكثرها إثماراً، كذلك الوقت الطيب الذي يقضيه الرجل مع شريك حياته وهو منشرح النفس خالص الود من أغلى الأوقات وأرقاها..

تنظيم الوقت يشمل العمل والراحة.. حق العمل وحق الأسرة وحق ذوي الأرحام والصلات الاجتماعية وحق الرياضة والاسترخاء والاستمتاع البريء، والوقت يتسع لكل هذا مع التنظيم، ومعه يهبنا الإنجاز وراحة البال..

مذاهبهم في الراحة

وربما كانت كلمة (مذاهب) هنا كبيرة بعض الشيء، ولكن موضوع (الراحة) أيضاً ليس بالموضوع الصغير ف (راحة البال) بالذات هدف كل إنسان ومطمعه ولكن ما العمل والمثل الصادق يقول "ما عليها مرتاح" أي الدنيا؟

ولا يعني هذا إنه لا يمر بالإنسان أوقات من راحة البال ولكنها لا تدوم فدورة الأمور سريعة ودوخة الحياة كبيرة والأعمال لا تنتهي والآمال بلا حدود وكل الذين في المقبرة ذهبوا ولم ينجزوا أعمالهم كلها ولم يحققوا كامل ما يريدون من آمال، في الآجال قصَرٌ وفي الآمال طول:

نروح ونغدو لحاجاتنا

وحاجة من عاش لا تنتهي

تموت مع المرء حاجاته

وتبقى له حاجة ما بقي

ومن استعراضنا لحياة الناس نجد أن لهم في الراحة ثلاثة مذاهب:

الأول: يأخذها من قصيرها ويفضل الراحة على كل شيء عدا ما هو ضروري.. وهذا أشبه بحياة العجماوات، وقد رأى المعتمد بن عباد قريباً له دائم الكسل دائب القعود فلامه وقال: ليس هذا فعل الكرام.. فقال الرجل: أنا لا يهمني إلا راحتي ولا يهمني كلام الناس ولا أفعال الكرام، فقال المعتمد متأسفاً: "القعود حيث قام الكرام أسهل ولكنه أسفل" وكان رجلٌ في زمن الأحنف بن قيس قد ترك لنفسه هواها وظن أن في ذلك راحتها فلامه الأحنف - على ما اشتهر به الأحنف من حلم - لام الرجل على اتباع الهوى وتفضيل الخمول فكان رده:

"أنا لا يهمني الناس ولا ماذا يقولون.. لا يهمني أمدحوا.. أم ذموا".

فقال الأحنف له ساخراً:

"استرحت حيث تعب الكرام.."!

وغنيٌّ عن القول ان هذه راحة خيرٌ منها التعب، وهي ليست (راحة) بمعناها الصحيح ولكنها خمول وخمود وتفاهة ومضاجعة للضجر والملل حيث تنتفي راحة البال وراحة الجسد معاً فإن راحة البال تكون في راحة الضمير بعد الإنجاز، وإن راحة الجسد تكون في أخذ القسط المستحق بعد جميل العمل، أما اتباع الهوى فهو أبعد ما يكون عن الراحة فإن الهوى يوقع صاحبه في متاعب لا حصر لها ويؤذي روحه وضميره، وقد قال حكيم قديم:

"راحة الأجسام في قلة الطعام وراحة الأرواح في قلة الآثام" وهو قولٌ موجز صحيح..

2- هناك من يجور طموحه على راحته فلا يهدأ ولا يرتاح حتى في غير أوقات العمل والجهد لأن الطموح الزائد يشتعل في نفسه اشتعال النهار فيمنعها من الراحة والاستقرار ويملأها بالهم والفكر، لبُعءد همة هذا وشدة طموحه، ولعل الهم مشتق من الهمة بل لعله توأمها يُولد معها.. والطموح الذي يزيد على القدرة يورد صاحبه مورد الشقاء وعدم الرضا ويسمه بالعصبية والتوتر والقلق والتطلع إلى المزيد على الدوام فلا يهدأ ولا يرتاح ولا يرضيه العجب ولا يقنع بما يتحقق مهما بذل من جهد، وفي هذا تعب للروح والجسد، ومشقة على الأسرة، وضياع لحقوق الأولاد والزوجة، فإن الشديد الطموح لا يهدأ ولا يريم ولا تطيب أوقاته حتى في بيته وبين زوجته وأولاده لأن نيران الطموح تتوقد في داخله وكيف يرتاح من تشتعل في جوفه نار؟

إن من أشقى الناس مَنء تجاوز طموحه قدراته بأضعاف وإن من أسعد الناس من زادت قدرته على طموحه وهو يعمل بجد ويرتاح بحق ويرضى عما حقَّق ويتوازن في عمله وراحته ويعطي كل ذي حق حقه من أهله وجسده ونفسه وحياته الاجتماعية وقراءاته فهو إنسان منتج راض عما انتج وهو إنسان يرتاح وقت الراحة فلا يصرفه عن راحته قلق داخلي ولا طموح غير واقعي..

3- وهناك من لا يهنأ براحته حتى يزيد تعبه، كما قال أبو تمام:

بصرءتَ بالراحة الكبرى فلم تَرَها

تُنَالُ إلا على جسءر من التَّعَب

قلت:

والتعب في سبيل الراحة.. راحة فعلاً.. كما أن الراحة لاستجماع القوة واستجمام النفس والجسد.. عمل فعلاً.. فالراحة والتعب هنا مكملان لبعض وضروريان لبعض.. كأنهما الجوع والشبع فلا طعم للأكل بدون الجوع..

ولكن الكثيرين من هؤلاء لا يوازنون بين التعب والراحة، فهم يجعلون النصيب الأكبر للتعب ولا يرتاحون إلا قليلاً، وبعضهم لا يرتاحون إلا مجبرين، أو وهم كارهون.. وهؤلاء لا يعرفون الراحة بمعناها الجميل.. وأنها جزء من العطاء والبناء والعمل.. وأنها قبل هذا حق للجسد وللنفس وللزوجة والولد ولصلات المجتمع..

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى" والمنبت هو المسرع جداً في سفره فتنقطع به راحلته في الصحراء فلا هو قطع كامل المسافة ووصل لغرضه ولا هو أبقى راحلته والغالب أنه يهلك في صحرائه بسبب سرعته وعدم تنظيمه لمراحل السفر وعدم مراوحته بين الراحة والمسير..

ويقول عليه الصلاة والسلام: "خير أعمالكم أدومها وإن قل" فإن المثابرة تفعل العجب.. ويقول: "إن لربك عليك حقاً.. وإن لجسدك عليك حقاً.. وإن لأهلك عليك حقاً"..
__________________

من طرف ~®§][DEVIL][§®~ السبت فبراير 27, 2010 6:14 am

مــــشــــكـــــور مشكــــــور مشكــــــور مشـكـــــور
مشكــــــور مشتتكــــــــور مشــكـــــور مشكـــــــور
ألف شكر لك أخوي المشاكس ننتظر جديدك خيــو
سي يا

من طرف كدشني السبت فبراير 27, 2010 9:53 am

آوه آوه آوه والله ما قريته كله بس شكرآآآآ

مشكور مشكور اخوي

من طرف $*~.المشاكس.~*$ الأحد فبراير 28, 2010 10:09 am

العفو العفو العفو اخوي ساحر البشر والعفو اخوي المستشار بس لازم تقراه والعفو اخوي امير الشوق

من طرف ملك الراب الخميس مارس 04, 2010 3:20 pm

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور